لماذا زهور الأوسمانثوس عطرة بهذا الشكل؟ 

مصدر الصورة: شبكة الإنترنت

في المساء، كانت الوالدة ولونغ لونغ يتنزهان في الحديقة العامة. وهب نسيم الخريف المنعش حتى جعل أغصان الصفصاف التى سقطت أوراقها تقريبًا تتمايل على ضفاف البحيرة، كما أرسل دفعة من عبق الزهور. لونغ لونغ كان كالهرة الصغيرة الطامعة التي رأت طعامًا لذيذًا، أغلق عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، قال: "يالها من رائحة زكية". الوالدة أيضًا أخذت تشم بعناية، قالت: "لقد تفتحت أزهار الأوسمانثوس إذًا". رفع لونغ لونغ رأسه وتساءل في حيرة: "أنت لم تشاهديها بعد يا أمي، فكيف تعرفين أنها رائحة أزهار الأوسمانثوس؟".

جذبت الوالدة يد لونغ لونغ ومضيا باتجاه غابة أزهار الأوسمانثوس، وقالت: "رائحة الزهور تشبه صوت الإنسان، يمكن تمييزها جدًا. عندما تقوم بأمور سيئة خلسةً في المنزل، ألست تعلم أنني عدت إلى المنزل عندما تسمع صوتي وأنا ألقي التحية على العمة جارتنا؟ ولكل زهرة عطرها المميز، كما لكل إنسان صوت مختلف".

همَّ لونغ لونغ بالجدال لإثبات أنه ليس لديه فرصة ليفعل أمورًا سيئة بالمنزل على الإطلاق، فجأة أُحيط برائحة الزهور الغنية، كانت هذه الرائحة أذكى من رائحة الكعكة التي أخرجت للتو من فرن الشواء، عند اشتمامها تعطي المرء نوعًا من الشعور بالرضى بعد الشبع. اقترب لونغ لونغ ليرى، الكثير من الزهور الصغيرة جدًا منتشرة بكثافة فوق تيجان الأشجار التي تشبه فطر عيش الغراب الكبير، مجموعات صغيرة من الأزهار تحيط بفروع الأشجار وتتفتح مجموعة تلو الأخرى، بدون النظر بعناية لا يمكن من الأساس رؤية هذه الزهور التي بحجم حبات الأرز، ولكن رائحتها تهاجم الأنوف، ويمكنها أن تطفو مع الرياح إلى أماكن بعيدة جدًا.

طأطأ لونغ لونغ رأسه وانخفض فوق تاج الشجرة وأخذ يشمها مثل الجرو الصغير، قال بحماس: "إنها عطرة للغاية، أذكي من كعكة زهرة الأوسمانثوس التي أكلناها من قبل".

قالت الوالدة ضاحكة: "بالطبع، كعكة زهرة الأوسمانثوس ليست عطرة مثل أزهار الأوسمانثوس الطازجة، انتهز فرصة تفتح الازهار، وشمها بكثرة. بعد سقوط الأزهار لن تكون عطرة".

تشمم لونغ لونغ حتى اكتفى، سأل وهو يحدق بزهور الأوسمانثوس الصغيرة: "أمي، ليس هناك شيء مميز بأزهار الأوسمانثوس، حتى أن بتلاتها أصغر من معظم الزهور، من أين تأتي رائحتها؟ وكيف تكون عطرة بهذا الشكل؟".

"إذًا هل تعلم لماذا يمكننا أن نشم الروائح؟".

"هذا أعلمه، تلك الروائح عبارة عن جزيئات تتناثر في كل مكان بشكل عشوائي، تخترق الجزيئات فتحات أنوفنا، وتشعر بها مستقبلات حاسة الشم داخل فتحات الأنف، وبعد أن يتلقى العصب الشمي إشارات التحفيز، يقوم بنقل هذه الإشارات إلى الدماغ، بعد ذلك يخبرنا الدماغ بطبيعة الرائحة التي شممناها". لم يحضر لونغ لونغ درس العلوم في الفصل الدراسي الأول هباءً، لذا هو يعرف هذه المعلومات الصغيرة.

"لذلك نقول، أن جزيئات الروائح تلك هي التي تثير حاسة الشم. جزيئات الروائح المختلفة تثير حواس شم مختلفة. بالرغم من صغر بتلات زهور الأوسمانثوس، لكنها تفرز الكثير من الزيوت العطرية، مثل زيوت ألفا- أيونون والأوسيمين، هذه الزيوت تتطاير بسهولة جدًا، وتنتشر في الهواء، وهكذا يمكن لرائحة أزهار الأوسمانثوس أن تطفو وتصل إلى أنوفنا. تختلف قدرة أزهار الأوسمانثوس على إفراز هذه الزيوت العطرية باختلاف لون الزهرة. بوجه عام، رائحة بتلات الزهور ذهبية اللون هي الأثقل، بينما تكون رائحة الزهرة بيضاء اللون خفيفة نسبيًا، ولكنها تبقى عطرة أكثر مقارنة ببقية الأزهار".

سمع لونغ لونغ ذلك، فأسرع ليشم أشجار زهرة الأوسمانثوس مختلفة الألوان، حقًا كانت رائحة زهرة الأوسمانثوس ذهبية اللون هي الأثقل، بينما رائحة زهرة الأوسمانثوس البيضاء كانت خفيفة بعض الشيء. قال لونغ لونغ لالوالدة مقترحًا: "أمي، أزهار الأوسمانثوس عطرة بهذا الشكل، هل يمكننا جمعها؟ هل ستبقى الأزهار المقتطفة عطرة؟".

أشارت الوالدة إلى عدة زهرات أوسمانثوس وقعت أسفل الشجرة وقالت للونغ لونغ: "طالما أزهار الأوسمانثوس عطرة هكذا، فيجب علينا أن نتركها فوق الشجرة لتنمو جيدًا، هكذا يمكنها أن تكون عطرة لعدة أيام إضافية، ويمكن لكثير من الناس أن يشموا رائحتها. انتظر حتى تسقط زهرة الأوسمانثوس بشكل طبيعي، وهكذا لن يكون الأوان قد فات لنلتقطها، فرائحة أزهار الأوسمانثوس تبقى لفترة طويلة جدًا. إن كنت لا تصدق، التقط أزهار الأوسمانثوس هذه من على الأرض وشمها، انظر هل هي عطرة أم لا؟".

التقط لونغ لونغ الأزهار التي بحجم حبات الأرز، ووجد أن رائحتها مازالت قوية جدًا بالرغم من جفاف بتلاتها. قرر الانتظار عدة أسابيع ثم القدوم عندما تكون أزهار الأوسمانثوس قد سقطت كلها تقريبًا ليقوم بالتقاطها، ربما يمكن جعل الوالدة تصنع كعكة زهرة الأوسمانثوس؟

الكاتب: هوانغ جينغ