لماذا يعطس الإنسان؟ 

المصدر: pixabay

يتحول الطقس فجأة إلى طقس بارد دون سابق إنذار، ويرتدى الناس السترات الصوفية والبناطيل الطويلة، أخذ لونغ لونغ العبرة من المرة الماضية التى أصيب فيها بالبرد، ارتدى المعطف والكمامة دون معارضة وذهب إلى المدرسة. أثناء الدرس، صوت "آآآتس" قاطع المعلم أثناء الشرح. فاطمة التى تجلس أمام لونغ لونغ تغطى أنفها بيدها مستخدمة المناديل الورقية، خافضةً رأسها تشعر بالخجل بعض الشئ. نظر المعلم إليها مبتسمًا وقال: "الجو يتقلب بسرعة هذه الأيام، فانتبهوا أيها الطلاب إلى الحفاظ على درجة حرارة أجسامكم".

بعد انتهاء الدرس، لم تذهب فاطمة للبحث عن الرفاق والدردشة معهم كما كانت تفعل فى السابق، بل أمسكت علبة المناديل وجلست في هدوء على المقعد، تصدر صوت "عطس" من وقت لآخر. سمع لونغ لونغ صوت عطستها غير المعتادة، وشعر بغرابة شديدة، وكأنها تنادى على البوكيمون بيكاتشو.

فى المساء وقبل الذهاب إلى النوم، حملت الأم لحافًا خفيفًا وأتت إلى غرفة لونغ لونغ، وقالت أن البطانية التي على سريره خفيفة جدًا، وسيكون الجو باردًا للغاية أثناء الليل. أخذ لونغ لونغ اللحاف الناعم، وشعر أنه يريد حك أنفه فجأة، وعطس دون أن يقصد. فجأة جاء على خاطره سؤالًا، فسأل قائلًا: "أمى، لماذا يعطس بعض الناس صادرين صوت آآتسى، وبعض الناس يصدر صوت آتس؟". جلست الأم متعجبة بجوار السرير، وقالت: "أنا لم ألحظ ذلك، أهناك من يعطس صادرًا صوت آتس؟ أشعر أنه أكثر لطفًا".

تذكر لونغ لونغ صوت "آتس" الذى كانت تصدره فاطمة، وقال: "طالبة تثير الاهتمام عطست هكذا، بالمناسبة، أمى، لماذا نعطس؟".

مسحت الأم أنفه بأصابعها، وقالت مفسرة: "هذا رد فعل غريزى للجسم، عندما يستنشق الأنف غبار الأتربة أو غبار اللقاح أو أى شئ آخر، حتى يكون محفزًا قويًا، فتقوم الأنف بإفراز هذه الأشياء إلى الخارج تحت تحفيز هذه المواد الخارجية معتمدة على العطس، مثل عاصفة قوية، تهب لتقذف بهذه الأشياء القذرة من داخل الأنف".

هزَّ لونغ لونغ رأسه وقال: "صحيح صحيح، شعرت باحتكاك فى الأنف للتو".

قالت الأم: "ربما قمت باستنشاق الألياف القطنية التي بداخل اللحاف للتو. لا تقلل من شأن العطس، فهو خط الدفاع الأول لجسمنا لمنع غزو الجراثيم، اعتمد على "الإعصار" لطردهم من أنفك. لكي أكون أكثر تحديدًا، أنت تعرف أن هناك شعيرات أنفية داخل الأنف، تلك الشعيرات السوداء، هذه الشعيرات الدقيقة تشبه الفرشاة، تحتفظ بالأشياء التى يسحبها الأنف فى الخارج، وتسمح فقط بدخول الهواء النظيف إلى الرئتين. ，لكن عندما تدخل مواد غريبة مثل البكتيريا أو الروائح المهيجة، فإن هذه الشعيرات الأنفية والخلايا التي أسفل الشعيرات الأنفية حساسة للغاية وتستطيع أن تشعر بها، ترسل هذه الخلايا إشارات إلى المخ، تقول أن هناك أشياء قذرة داخل الأنف، وأنت بحاجة الى العطس، بالطبع قد لا تكون عطسة واحدة، وبحاجة الى استعداد الجسد جيدًا. في معظم الحالات، يتم إغلاق العينين عند العطس، وتستنشق الرئتين الهواء، وتنكمش بقوة عضلات الصدر، وفى بضع ثوان يهب "الإعصار" من داخل الأنف، طاردًا هذه الأشياء القذرة خارج الجسد".

انكمش لونغ لونغ داخل الفراش، واستلقى يستمع الى أمه، ثم إستطرد قائلًا: "ولكن لماذا عندما نعطس نقوم بتغطية الأنف بأيدينا، ألا يمكن هكذا أن نقوم بسحب الأشياء القذرة للداخل مرة أخرى؟".

ساعدته الأم فى شد اللحاف على جسده وتغطيته، وقالت: "هذا نوع من الأدب، يؤدي العطس إلى نشر الجراثيم أو الفيروسات في الهواء، ولا يمكنك ترك العطس المصاحب بالبكتيريا أو الفيروسات ينتشر في الهواء بعشوائية هكذا، فمن الأفضل أن تمسك بمنديل ورقي وتغطي به أنفك قبل العطس".

هزَّ لونغ لونغ رأسه، فيما يبدو أن حقيبته المدرسية يجب أن تكون مجهزة دائمًا بالمناديل الصحية.

الكاتب: هوانغ جينغ